موقع منظمة المواهب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع خاص لأعضاء منظمة المواهب


3 مشترك

    صفات الله تعالى

    العين الحمراء
    العين الحمراء


    المساهمات : 10
    تاريخ التسجيل : 18/06/2010

    صفات الله تعالى  Empty صفات الله تعالى

    مُساهمة  العين الحمراء الخميس يونيو 24, 2010 7:32 am

    صفات الله تعالى


    يقول المؤلف:

    صفات الله - تعالى-: ثم الإيمان بصفات الله - تبارك وتعالى -: بأن الله حي ناطق، سميع بصير، يعلم السر وأخفى، وما في الأرض والسماء، وما ظهر، وما تحت الثرى، وأنه حكيم عليم، عزيز قدير، ودود رؤوف رحيم.

    يسمع ويرى، وهو بالمنظر الأعلى، ويقبض ويبسط، ويأخذ ويعطي، وهو على عرشه بائن من خلقه.

    يميت ويحي، ويفقر ويغني، ويغضب ويرضى، ويتكلم ويضحك، لا تأخذه سنة ولا نوم، ما تسقط من ورقة إلا يعلمها، ولا حبة في ظلمات الأرض، ولا رطب ولا يابس، إلا في كتاب مبين.


    --------------------------------------------------------------------------------


    نعم، هذه المسألة في صفات الله -عز وجل -، صفات الله -عز وجل-: هي التي وصف بها نفسه، أو وصفه بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في السنة، وأسماء الله الحسنى مشتملة على معان، مشتملة على الصفات؛ ليست جامدة، بل هي مشتقة.

    كل اسم من أسماء الله مشتمل على صفة: "الله"- لفظ الجلالة- أعرف المعارف، وهو خاص بالله؛ لا يُسَمَّى به غيره، وهو لفظ فيه صفة الألوهية.

    الرحمن: مشتمل على صفة الرحمة. العليم: مشتمل على صفة العلم ،القدير: مشتمل على صفة القدرة، وهكذا الحكيم: صفة الحكمة.

    جميع الأسماء الحسنى مشتقة، مشتملة على الصفات، لكن الصفات لا يُشْتَقُّ منها اسم لله مثل: صفة الغضب: لا يشتق لله اسم الغاضب، الرضا: لا يشتق لله اسم الراضي؛ الصفات لا يؤخذ منها أسماء لله، لكن الأسماء مشتملة على الصفات.

    وأسماء الله وصفاته توقيفية، ومعنى توقيفية: أنها يوقف فيها عند النصوص؛ فلا نثبت اسما لله وصفة إلا إذا ورد في الكتاب والسنة؛ ليس للعباد أن يخترعوا أسماء وصفات لله من عند أنفسهم، بل الأسماء والصفات توقيفية؛ يوقف فيها عند النصوص.

    فما ورد إثباته من الأسماء والصفات في الكتاب والسنة، وجب إثباته، وما ورد في الكتاب والسنة نفيه عن الله، وجب نفيه: كما في السِنَة والنوم: لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ .

    وما لم يرد في الكتاب والسنة إثباته ولا نفيه، نتوقف فيه: لا نثبته ولا ننفيه، مثل: الجسم والحيز، والعرض والحد والجهة، والأبعاض والأغراض؛ كل هذه الصفات أحدثها أهل الكلام، لم ترد في الكتاب، ولا في السنة، مشتملة على حق وباطل.

    ومن أثبتها؛ فإننا نسأله، ونستفسر، ونقول: ماذا تريد؟ إن أراد معنًى حقا قبلنا المعنى الحق، ورضينا اللفظ، ونقول له: هذا المعنى الحق صحيح، ولكن عبر بألفاظ النصوص.

    وأن أراد معنى باطلا رددنا اللفظ والمعنى؛ فالأسماء والصفات توقيفية، ليس للعباد أن يخترعوا أسماء وصفات من عند أنفسهم، بل يجب الوقوف عند النصوص.

    قال المؤلف -رحمه الله -:" صفات الله - تعالى- ثم الإيمان بصفات الله -تبارك وتعالى- ".

    يعني: يجب أن نؤمن بصفات الله؛ يجب إثبات صفات: العلم والقدرة، والسمع والبصر، وهكذا..، والأسماء التي وردت في النصوص: الخالق البارئ، المصور الملك القدوس، السلام المؤمن المهيمن، العزيز الجبار المتكبر..، إلى غير ذلك مما ورد في النصوص؛ يجب الإيمان بصفات الله -تبارك وتعالى-.

    قال المؤلف: "يجب الإيمان بأن الله حيّ ". حيٌّ: هذا ورد، من أعظم أسماء الله: الحي القيوم؛ حتى قيل: إنهما اسم الله الأعظم، يقول -تعالى-: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ الحي من أسماء الله، ومشتمل على صفة الحياة.

    وأسماء الله نوعان:

    نوع خاص بالله؛ لا يُسَمَّى به إلا هو، مثل: الله، الرحمن، خالق الخلق، مالك الملك، الضار النافع، المعطي المانع، رب العالمين، هذا يُسَمَّى به الله.

    النوع الثاني: أسماء مشتركة: العزيز: من أسماء الله العزيز، والمخلوق يسمى العزيز: قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الحي، السميع، البصير؛ قال -تعالى-: إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ .

    فالحي من أسماء الله المشتركة؛ يطلق على المخلوق: حي، ومن أسماء الله الحي، السميع البصير: مشتركة.

    " ثم الإيمان بصفات الله بأن الله حي ناطق"

    فقوله: ناطق: تسمية الله بالناطق ليس عليها دليل؛ لأنه لم يأت نص بإطلاق أن من أسماء الله الناطق، هكذا، لكن الحديث الذي ذكره في الحاشِيَة عن الآجُرِيِّ: إن الله -عز وجل- ينشأ السحاب، ويضحك أحسن الضحك، وينطق أحسن النطق. لو صح، فإنه يقتصر على لفظ الفعل.

    فيقال: ينطق أحسن النطق، ويضحك، مثل: وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ؛ يقال: مَكَرَ اللهُ مَنْ مَكَرَه، إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا يكيد الله من كاده، ولا يشتق لله اسم منها؛ فلا يقال: من أسماء الله: الماكر ولا الكائد ولا الناطق، بل ما جاء على لفظ الفعل، يبقى على لفظ الفعل.

    يقول المؤلف -رحمه الله-: "حي ناطق " إطلاق اسم الناطق، وأنه يشتق لله اسم، ويقال: إن من أسمائه الناطق. هذا ليس عليه دليل، وإنما لو صح الحديث: "ينطق أحسن النطق"؛ يقال: إن الله ينطق فقط، ولا يقال: إن من أسمائه: الناطق.

    بخلاف: "العليم، السميع، البصير": هذا أطلقه الله على نفسه، "سميع بصير": هذان من أسماء الله، أطلقهما الله على نفسه: يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى نعم، من صفات الله: يعلم السر وأخفى، وما في الأرض والسماء، وما ظهر، وما تحت الثرى، كل هذا يعلمه الله.

    هذا داخل في عموم قول الله - تعالى -: إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ وإنه: حكيم عليم، عزيز قدير، ودود رؤوف رحيم؛ كل هذا من أسمائه، كلها وردت في الكتاب.

    يطلق على المخلوق: حكيم، عليم، عزيز، وقدير، ورءوف، مثل قوله - تعالى-: بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ وصف الله نبيه بأنه: رءوف رحيم.

    " يسمع ويرى ". نعم، كل هذا من صفاته،ويقول: " وهو بالمنظر الأعلى": هذا الوصف ليس عليه دليل.

    ذكر المحشي أنه: جاء في بعض الآثار عن الصحابة أن: الحسين بن علي كان يدعو في وتره: " اللهم أنت ترى، ولا تُرَى، وأنت بالمنظر الأعلى " هذا -لو صح -فإنه موقوف على الحسين.

    لكن لو قال المؤلف -رحمه الله - بدلا من: " وهو بالمنظر الأعلى " لو قال: يسمع، ويرى، وهو في السماء، أو فوق السماوات العلى، أو على العرش استوى؛ لكان أحسن.

    ثم قال: " يقبض ويبسط ". نعم، هذا جاء: وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ - بنص القرآن- هذه من صفات الأفعال.

    "ويأخذ ويعطي ". نعم، هذا جاء: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ ويأخذ الصدقات يأخذ، ويعطي أيضا: وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى .

    "وهو على عرشه بائن": يعني: أنه ليس مختلطا بالمخلوقات، منفصل عن المخلوقات؛ الله -تعالى- فوق العرش، العرش سقف المخلوقات، ونهايتها، وليس فوقه شيء، والله فوق العرش بعد أن تنتهي المخلوقات.

    والله ليس بحاجة للعرش، ولا لغيره؛ فهو الحامل للعرش، ولحملة العرش؛ بقوته وقدرته.

    " وهو بائن من خلقه ": يعني: أنه منفصل عن المخلوقات، يعني: أنه لم يدخل في ذاته شيء من مخلوقاته، ولا في مخلوقاته شيء من ذاته، وهو على عرشه بائن من خلقه.

    وهذا فيه الرد على الجهمية الذين يقولون: إن الله -تعالى- مختلط بالمخلوقات.

    الجهمية طائفتان:

    طائفة تقول: إن الله في كل مكان: في السماء، وفي الأرض، وفي كل مكان؛ حتى قالوا: في بطون السباع، وفي أجواف الطيور، وفي كل مكان. - تعالى- الله عما يقولون، وهذا كفر وضلال.

    والطائفة الثانية -منهم الجهمية المتأخرون-: يثبتون النقيضين: أنه لا داخل العالم، ولا خارجه، ولا فوقه، ولا تحته، ولا مباين له، ولا محايد له، ولا متصل به، ولا منفصل عنه. إيش يكون؟..عدم؟ بل المبتدعة أشد من العدم، ممتنع مستحيل، أعوذ بالله.

    هذه الطائفة الثانية من الجهمية، الطائفة الأولى يقولون: في كل مكان، تعالى عما يقولون علوا كبيرا.

    فقوله: " يأخذ ويعطي، وهو على عرشه بائن من خلقه، يميت ويحي. " هذا نص في القرآن للصفات، "يحي ويميت، ويفقر ويغني ": كل هذا من الصفات.

    " ويغضب ويرضى": غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وأيضا: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ويتكلم: نعم: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ويضحك: جاء في الحديث: يضحك الله إلى رجلين: يقتل أحدهما الآخر، يدخلان الجنة وهذا ورد في السنة.

    لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ هذا من صفات النفي، السِنَةُ: النعاس، مبادئ النوم، النوم: النوم المستغرق، الله -تعالى- لا تأخذه سنة ولا نوم.

    وصفات الله نوعان: الصفات السلبية، والصفات الثبوتية:

    الصفات الثبوتية مثل: يغضب ويرضى، والصفات السلبية مثل: لا تأخذه سنة ولا نوم.

    لكن الصفات السلبية ليست نفيا محضا، بل هي مُسْتَلْزِمَةٌ لكمال ضدها، بل هي مستلزمة لثبوت ضدها من الكمال: لا تأخذه سنة ولا نوم لماذا؟ لكمال حياته وقيوميته؛ لا تأخذه سنة ولا نوم.

    أما المخلوق فحياته ضعيفة ناقصة، فلذا يحتاج إلى النوم حتى يرتاح؛ لأن حياته ليست كاملة، أما الرب حياته كاملة؛ فلا تأخذه سنة ولا نوم، ولا يئوده حفظهما؛ لكمال قوته واقتداره: لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ لكمال علمه.. وهكذا.

    فالنفي الوارد في صفة الله ليس محضا، بل هو مُسْتَلْزِمٌ ثبوت ضده من الكمال؛ لأن النفي المحض ليس فيه مدح؛ قد تصف الجماد بالنفي المحض: الجدار لا يسمع، ولا يبصر، هل هذا فيه مدح ؟

    متى يكون النفي مدحا؟ إذا استلزم ثبوت ضده من الكمال: لا تأخذه سِنَة ولا نوم: ما هو ضد السِنَة والنوم؟ الحياة؛ لكمال حياته وقيوميته، لا يئوده حفظهما؛ لكمال قوته واقتداره.

    لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ لكمال علمه، وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا لكمال عدله.

    أما فلان لا يظلم: فقد يُظَنُّ أنه عاجز، ولا يقصد كمالا؛ العاجز ما يظلم، مثلما قال الشاعر يهجو قومه؛ لما استنصرهم فلم ينصروه لضعفهم؛ قال: لكــن قــومي وإن كـانوا ذوى عـددٍ

    ليسـوا مـن الشـر فـي شيء وإن هانا

    يَجْـزُون مــن ظلمِ أهل الظلم مــغفرةً

    ومـن إســاءة أهـل السـوء إحسـانا



    قومي عددهم كثير، لكن ليسوا من الظلم في شيء، ولو كان قليلا ما يظلمون.

    يجزون لأهل الظلم مغفرة: إن ظلمهم أحد صفحوا عنه، وغفروا له، وإذا أساء إليهم أحد أحسنوا إليه؛ لعجزهم، لأنهم عاجزون، ما يستطيعون هذا؛ ولذلك صغرهم، وقال: " قُبَيِّلة " حين قال:

    قُبَيِّلـةٌ لا يغــدرون بـذمة

    ولا يظلمون الناس حبة خردلِ

    وإنما يُمْدَحُ متى؟ إذا كان الظلم مع القدرة؛ مع القدرة يكون المدح، مع العجز ما يكون المدح؛ ما يظلمون لعجزهم، ولو استطاعوا لظلموا.

    لكن الرب لا يظلم؛ لكمال عدله، لا لعجزه: وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا لكمال عدله، لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ لكمال علمه.

    لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لكمال حياته وقيوميته.

    وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ الآية من الأنعام، كل هذا نفاه الله عنه؛ كل شيء يعلمه الله؛ ما يعزب عنه مثقال ذرة، ولا رطب، ولا يابس، ولا حبة في ظلمات الأرض إلا في كتاب مبين، وهو اللوح المحفوظ؛ مكتوب فيه كل شيء، نعم.
    العين الحمراء
    العين الحمراء


    المساهمات : 10
    تاريخ التسجيل : 18/06/2010

    صفات الله تعالى  Empty تـــــــــــــابع ...

    مُساهمة  العين الحمراء الخميس يونيو 24, 2010 7:45 am

    (( تاااااااااابع ))
    رؤية الله تعالى في الآخرة

    رؤية الله -تعالى- ويُعلم بعد ذلك: أنه يتجلى لعباده المؤمنين يوم القيامة؛ فيرونه، ويراهم، ويكلمهم، ويكلمونه، ويسلم عليهم، ويضحك إليهم، لا يُضامون في ذلك، ولا يرتابون، ولا يشكون.

    فمن كذَّب بهذا، أو ردَّه، وشك فيه، أو طعن على راويه؛ فقد أعظم الفرية على الله -عز وجل-، وقد بريء من الله ورسوله، والله ورسوله منه بريئان، كذلك قال العلماء، وحلف عليه بعضهم.


    --------------------------------------------------------------------------------


    رؤية الله - تبارك وتعالى-: من الصفات التي أشتد فيه النزاع بين أهل السنة وأهل البدع، وكذلك -أيضا- صفة الكلام: من الصفات التي أشتد فيها النزاع بين أهل السنة وأهل البدع، وكذلك صفة العلو.

    هذه الصفات الثلاث: صفة الكلام، وصفة الرؤية، وصفة العلو: من العلامات الفارقة بين أهل السنة، وبين أهل البدع؛ من أثبتها فهو من أهل السنة، ومن نفاها فهو من أهل البدع.

    من أثبت الكلام على حقيقته، وأثبت الرؤية، وأثبت العلو؛ فهو من أهل السنة، ومن أنكرها، فهو من أهل البدع؛ ولذلك أهل البدع أنكروا الصفات كلها.

    قال: " أنكروا أن يكون الله متكلما، وأنكروا أن يكون الله فوق السماوات؛ قالوا: مختلط بالمخلوقات، وأنكروا رؤية الله يوم القيامة؛ فهذه الصفات من العلامات الفارقة بين أهل السنة والبدع

    مذهب أهل السنة والجماعة: أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة رؤية واضحة، لا يضامون في رؤيته، كما يرون القمر ليلة البدر: يرونه في موقف القيامة، ويرونه بعد دخول الجنة.

    قد ثبت أن المؤمنين يرونه في موقف القيامة أربع مرات:

    في المرة الأولى: يرونه، ثم يتجلى لهم في غير الصورة التي يعرفون؛ فينكرون، يقولون: حتى يأتينا ربنا؛ فيتجلى في الصورة التي يعرفون؛ فيسجدون له، ثم يرفعون رؤوسهم، فيتجلى لهم؛ فيرونه كما رأوه أول مرة، وفي الجنة يرونه.

    أما غير المؤمنين: فاختلف العلماء في رؤيتهم في موقف القيامة: على ثلاث أقوال لأهل العلم:

    القول الأول: إنه يراه أهل الموقف كلهم، ومنهم الكافر، ثم يحتجب عن الكفرة، وهذه الرؤية لا تفيد الكفرة، بل تزيدهم عذابا: كالسارق يؤتَى به للملك، أو للحاكم، ثم يراه، ويوبخه، ويحتجب عنه.

    وقيل: لا يراه إلا المؤمنون والمنافقون؛ لأن المنافقين كانوا مع المؤمنين في الدنيا؛ فيرونه، ثم يحتجب عنهم.

    وقيل: لا يراه إلا المؤمنون.

    وكذلك الكلام - في موقف يوم القيامة-: قيل: لا يكلم إلا المؤمنين، وقيل: يكلم أهل الموقف، ثم لا يكلم الكفرة، وقيل: يكلم المؤمنين والمنافقين.

    فأهل السنة والجماعة يثبتون رؤية الله -عز وجل- وأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة رؤية واضحة، لا يضامون في رؤيته، كما يُرى القمر ليلة البدر، وكما تُرى الشمس صحوا، ليس دونها سحاب.

    والنصوص في هذا كثيرة، لا حصر لها: من الكتاب العزيز: قال -تعالى-: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ " وجوه يومئذ ناضرة ": الأولى أخت الصاد "ناضرة ": من النضرة والبهاء والحسن، "إلى ربها ناظرة ": أخت الطاء: من النظر.

    فأسند النظر إلى الوجوه، وهي محل النظر، وعدَّاه بـ(إلى) الصارفة، وأخلى الكلام؛ مما يدل على غير حقيقة موضوعه؛ فدل على أن النظر بالعين التي في الرأس إلى الرب -جل جلاله-.

    وكذلك قوله -تعالى-: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ وأيضا: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم.

    وفي السنة: النصوص متواترة في إثبات الرؤية، في الصحاح والسنن والمسانيد، ساقها العلامة ابن القيم في كتابه: "حادي الأرواح " وقال: رواها عن النبي - -صلى الله عليه وسلم- -نحو ثلاثين صحابيا في الصحاح والسنن والمسانيد.

    وأثبتها أهل السنة والجماعة، وخالف في ذلك أهل البدع: فالجهمية والمعتزلة أنكروا رؤية الله يوم القيامة، وقالوا: إن الله لا يُرى أبدا، وقالوا: إن الذي يرى هو المحدود المتحيز.

    كما أنهم أنكروا كونه فوق العرش؛ قالوا: إذا جعلته فوقا تَنَقَّصْتَ الرب، وجعلته محدودا ومتحيزا، وفي جهة معينة، وهو في كل الجهات؛ لا تقل: في جهة معينة، وكذلك الرؤية؛ الرؤية لا تكون إلا للمحدود المتحيز؛ فأنكروا الرؤية.

    والأشاعرة: صاروا مذبذبين، لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء؛ الأشاعرة أرادوا أن يكونوا مع أهل السنة، وأن يكونوا مع المعتزلة؛ فعثُر عليهم ذلك؛ فقالوا: نحن نثبت الرؤية، ولكننا ننفي الجهة.

    فهم يريدون أن يبقوا مع المعتزلة في كونهم أنكروا أن يكون الله في العلو، ولم يجرءوا على إنكار الرؤية؛ فكانوا مع أهل السنة في الرؤية، ومع المعتزلة في إنكار العلو.

    فقالوا: إن الله يُرى، لكن يُرى من وين؟ من فوق؟ ولَّا من تحت، ولَّا من أمام، ولَّا من خلف، ولَّا من يمين، ولَّا من شمال. .لا أين يرى؟ قالوا: يُرى لا في جهة، وقالوا: إن هذا غير معقول، غير متصور؛ المرئي لابد أن يكون بجهة من الرائي.

    ولهذا ضحك جمهور العقلاء، بل ضحك عليهم الصبيان؛ بإثباتهم الرؤية، ونفي الجهة؛ المرئي لابد أن يكون مواجها للرائي، مباينا له، قولكم: "يرى لا في جهة" هذا: غير معقول، غير متصور.

    ثم النصوص صريحة في هذا: أنهم يرون ربهم من فوقهم، كما ترون القمر ليلة البدر، وكما ترون الشمس صحوا، ليس دونها سحاب، ونحن نرى القمر من فوقنا.

    والأشاعرة -دائما- مذبذبون بين أهل السنة، وبين المعتزلة، وصار العلماء يسمونهم خناثا: لا أنثى ولا ذكرا؛ فهم ليسوا مع أهل السنة، وليسوا مع المعتزلة الذين قالوا لهم: كلامكم غير معقول: إما أن تثبتوا الجهة؛ فتكونوا أعداءً لنا، وإلا تنكرونها؛ حتى تكونوا معنا أصدقاءً كاملين.

    أما أن تثبتوا الرؤية، وتنفوا الجهة - تنكرون الجهة، وتثبتون الرؤية- فهذا غير معقول،غير متصور، ما يمكن أبدا؛ هذا تناقض: إما أن تنكروا الرؤية حتى تكونوا أصحابا لنا، نحن وإياكم سواء، أو تثبتوا الجهة حتى تكونوا أعداءً لنا

    أما أن تبقوا مذبذبين: تثبتون الرؤية، وتنفون الجهة، فهذا غير معقول، وغير متصور.

    المقصود: أن من أثبت الرؤية؛ فهو من أهل السنة والجماعة، ومن نفاها يكون من أهل البدع، لكن الأشاعرة أثبتوا الرؤية، ولم يثبتوا العلو؛ فصاروا مذبذبين، لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء.

    رؤية الله - تعالى- يقول: " ويُعْلم بعد ذلك: أنه يتجلى لعباده - سبحانه وتعالى- يوم القيامة فيرونه ": يتجلى - سبحانه وتعالى- ويكشف الحجاب؛ فيراه المؤمنون، وقد أتفق وأجمع أهل السنة والجماعة على ذلك: على أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة، بإجماع أهل السنة.

    وخالف في ذلك أهل البدع؛ ولهذا قال: "ويُعلم بعد ذلك: أنه يتجلى لعباده سبحانه وتعالى- يوم القيامة؛ فيرونه، ويراهم - سبحانه وتعالى- ويكلمهم ويكلمونه. "

    وأهل البدع أنكروا، قالوا: إن الله لا يرى، ولا يُرى، ولا يتكلم، ولا يُكلم، أعوذ بالله.

    " ويسلم عليهم ": هذا جاء في حديث جابر الذي رواه ابن ماجه: قال: بينما أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور؛ فرفعوا رءوسهم، فإذا الجبار -جل جلاله- قد أشرف عليهم من فوقهم، فناداهم: يأهل الجنة أن سلام عليكم.

    فلا يزالون في نعيم ما داموا ينظرون إلى ربهم، حتى يتجلى عنهم، وتبقى بركته ونوره وأعظم نعيم يُعْطاه أهل الجنة هو رؤية الله، والحديث فيه ضعف، لكن فيه شواهد.

    قال: "ويضحك إليهم ": هذا -أيضا- ورد في إثبات الضحك، وأنه - تعالى- يرى المؤمنين، ويرونه، ويضحك إليهم - سبحانه وتعالى -.

    جاء في حديث لقيط بن صبرة - حديث وفد بني المُتَّفِق -: أنه لما قال: إن الرب - سبحانه وتعالى- يضحك؛ قالوا: لا نعدم الخير من رب يضحك .

    " لا يضامون في ذلك ": لا يحصل عليهم ضيم؛ المؤمنون يرون ربهم كما يرون القمر، لا ضيم، ولا تعب، ولا مزاحمة. أنت ترى القمر، هل فيه مزاحمة؟ لا فيه مزاحمة.

    " لا يضامون في ذلك، ولا يرتابون، ولا يشكون ": ليس عندهم ريب، ولا شك؛ أهل السنة والجماعة لا يشكون، ولا يرتابون في رؤية المؤمنين لربهم، إنما الذي يرتاب أهل البدع من الجهمية والمعتزلة

    ولهذا قال المؤلف -رحمه الله -:" فمن كذَّب بهذا، أو ردَّه، أو شكَّ فيه، أو طعن على راويه؛ فقد أعظم الفرية على الله، يعني: كذاب.

    من كذب بهذا: كذب بالرؤية، أو رد النصوص، أو شك فيها، أو طعن على راويها، طعن في الروايات الثابتة؛ فقد أعظم الفرية على الله -عز وجل- يعني: مفترٍ على الله، بل من أعظم الفرية على الله.

    " وقد بريء من الله ورسوله، والله ورسوله منه بريئان ": هذا يدل على كفره وضلاله؛ من أنكر رؤية الله، أو طعن فيها، أو شك فيها، أو طعن في الروايات الصحيحة، فقد أعظم الفرية على الله، وبريء الله ورسوله منه، والله ورسوله من بريئان ".

    هذا هو قول العلماء، قالوا: من أنكر الرؤية، أو كذب بها، أو طعن في راويها، فهو بريء من الله، والله منه بريء؛ لكفره وضلاله، كذلك قال العلماء، "وحلف عليه بعضهم ".

    بعض العلماء حلف، وأقسم: أن من كذَّب رؤية الله، وطعن في النصوص، وطعن في الروايات، فإن الله منه بريء، وهو بريء من الله؛ أقسم على ذلك بكفره وضلاله، نسأل الله السلامة والعافية.
    الصقر
    الصقر
    Admin


    المساهمات : 69
    تاريخ التسجيل : 31/05/2010

    صفات الله تعالى  Empty رد: صفات الله تعالى

    مُساهمة  الصقر الخميس يونيو 24, 2010 7:51 am

    شكرا لك على الموضوع أخي،،
    أفدتنا كثيراً،،
    العين الحمراء
    العين الحمراء


    المساهمات : 10
    تاريخ التسجيل : 18/06/2010

    صفات الله تعالى  Empty رد: صفات الله تعالى

    مُساهمة  العين الحمراء الخميس يونيو 24, 2010 7:57 am

    السلام عليكم ،،
    العفووو اخـــي ...
    ان شــــــا الله دايمــآآ ...
    أشكـــــــرك على المرررور الرائع ...
    الشبح
    الشبح


    المساهمات : 106
    تاريخ التسجيل : 21/07/2010
    العمر : 27

    صفات الله تعالى  Empty شكرا

    مُساهمة  الشبح الأربعاء يوليو 21, 2010 3:32 pm

    يسلموووووو

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 9:14 pm